وجد الباحثون أن ضغط الدم المرتفع من الممكن أن يكون مفيداً لبعض كبار السن الذين يشكون من ضعف البنية الجسدية.
فقد تبين بأن كبار السن الضعفاء والذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة والمصابين بضغط الدم المرتفع هم أقل عرضة للوفاة بنسبة 62 بالمئة على مدى خمس سنوات مقارنة بمن يماثلهم في العمر لكن ضغط دمهم طبيعي.
لكن هذا الأمر يختلف وفق ما ذكرته "صحيفة الرياض" عند المقارنة بين كبار السن غير الضعفاء في نفس الفئة العمرية حيث تبين أن المصابين منهم بضغط الدم المرتفع هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 35 بالمئة من غيرهم ممن لديهم ضغط دم طبيعي.
ويدل هذا بحسب قول الباحث "مايكل أودين" أستاذ علم الأوبئة في جامعة ولاية أوريغون بأن كبار السن هم مجموعة غير متجانسة ويجب أن تتم معاملتهم على هذا الأساس من قبل مقدمي الرعاية الصحية ويجب علينا أيضاً التأكد لماذا يختلف كبار السن الضعفاء عن البقية.
وفي هذه الدراسة التي تم نشرها في مجلة طبية متخصصة تم الاعتماد على البيانات التي تم جمعها عن 2340 شخصا ممن تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين حيث أجاب المشاركون عن بعض الأسئلة فيما يخص وضعهم الصحي وطلب منهم المشي لمسافة عشرين قدماً وتتم تتبع المشاركين في الفترة من عام 1999 إلى عام 2006.
وفي خلال ذلك توفي حوالي 589 شخصا أي ما معدله 25 بالمئة تقريباً من المشاركين في البحث. وفي التفاصيل تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، كانت الأولى هي المجموعة التي تتمتع بصحة جيدة وهم من استطاعوا المشي لمسافة 0,8 متر في الثانية.
وكان المصابين بضغط الدم المرتفع في هذه المجموعة أكثر عرضة للوفاة مقارنة بمن كان ضغط الدم عندهم طبيعي، وكانت المجموعة الثانية هم من تمكنوا من المشي لمسافة أقل من المجموعة الأولى ولم تكن في هذه المجموعة علاقة بين الإصابة بضغط الدم المرتفع وبين الوفيات.
وتم تصنيف المجموعة الثالثة بمن لم يتمكن من إكمال المشي وكان المصابين بضغط الدم المرتفع في هذه المجموعة أقل عرضة للوفاة من ذوي ضغط الدم الطبيعي.
وكان السبب في ذلك فيما يخص المجموعة الثالثة بأن الأوعية الدموية عندهم فقدت مرونتها بلا سبب معروف فكان الجسم يحتاج إلى المزيد من الضغط للحفاظ على معدل ضخ الدم إلى الأعضاء الرئيسية.
ويقول الباحثون بأن التوصل إلى هذه النتائج لا يعني بأن معالجة ضغط الدم المرتفع هو أمر ضار وغير ضروري.
ويعلق الدكتور "هوارد وينتراوب" أستاذ الطب المشارك في جامعة نيويورك على هذه الدراسة بقوله بأنها وبالتماشي مع البحوث التي أجريت مؤخراً بخصوص خفض ضغط الدم بأن هذه النتائج النافعة لفئة معينة من كبار السن الضعفاء.
قد لا تكون مناسبة للجميع فيجب على المريض مناقشة حالته الصحية وضغط الدم لبيان ما يناسبه مع طبيبه وعدم الأخذ بالنتائج العامة لتفسير الموضوع فلكل شخص وضعه الخاص
الكاتب: أ. خالد محمد النقية
المصدر: موقع آسية
